أحمـــــــــد قاســـــــــم :
إنها مجزرة حولة، هزت الضمير العالمي، بعد أن عجز العداد لتعداد عدد القتلى والجرحى والمعتقلين والمهجرين، وعجزت الكامرات من تصوير ما دمرت من أحياء فوق رؤوس سكانها في
هذا كان اول رد فعل دولي، والآتي يبدو أكثر، ولكن المحير في الأمر أين المعارضات من حولة، اين المعارضات من نداءات هذه البراعم التي اقتطفت من أحضان امهاتهم، أين المعارضات من نداء أرواح الألاف من الشهداء. ومنذ اكثر من اربعة عشر شهراً لا تعرف المعارضات صوابها ليستغل النظام تشرزمها وخلافاتها وتستفرد بهذا الشعب الأعزل ليفتك به ابشع اشكال الفتك والتنكيل. على المعارضة ان تعي بأن المجتمع الدولي ضاقت صبرها تجاه كل المعارضات، في الوقت الذي يحتاج الشعب السوري الى وحدتها وتحديد رؤيتها لمستقبل سوريا بعد طرد هذا النظام العصاباتي. حولة ستلعن كل من يحاول الإستفراد بقرار الثورة، وبمقدرات هذا الشعب. ولأسمي الأشياء بمسمياتها: اتوجه الى المعارضات الإسلاموية السياسية، أن لا تستقوى على ضعف الثورة من خلال تقديم الرشاوى الى شباب الثورة بحفنة من الدولارات، وأن الله غاضب من هذه الأعمال البشعة المستفزة لمشاعر كافة مكونات شعبنا دون استثناء وخصوصاً الطائفة السنية اولها، حيث أن تحركات حزب الإخوان المسلمين اساء بشكل كبير لثورة شعبنا من خلال استغلاله منابر اعلامية لتوحي للعالم ولمكونات شعبنا على حد سواء، على ان الإخوان هم من يقودون هذه الثورة، وأن الإخوان هم من سيحكمون سوريا بعد السقوط، وبهذه الرؤية خدم النظام أكثر ما يخدم ثورتنا ليعطي مبرراً للنظام ليروج ما يصرح به الإخوان ليلاً نهاراً، على أن الثورة هي ثورة الإخوان والسلفيين من السنة لتخويف كل المكونات من الشعب السوري من مستقبل سوريا. أما المعارضات القومية، اخص بالذكر أحزاب وشخصيات تتبنى رؤية الحركة القومية العربية، والتي تتعامل مع فكرها بتطرف بغيض. حيث هم في وادٍ والثورة في وادٍ آخر، تحاول ركب موج الثورة من أجل تأجيج الفكر القومجي باسم العلمانية حيناً، ووطنية حيناً آخر، ومواجهة الإمبريالية والصهيونية أحياناً لتخلط الحابل بالنابل من خلال استنساخ فكر تجاوزه التاريخ واثبت فشله .
حولة اصبحت منعطفاً تاريخياً لحياة ثورتنا، ومن يتخلف عن تلبية نداء الحاجة لإنقاذ الثورة سيلعنه الأرواح وسيلعنه الله والتاريخ والجغرافية والهواء الذي يستنشقه . الشعب بحاجة الى الوحدة. المجتمع الدولي بحاجة الى وحدتكم ليدعم ثورتنا من خلالكم . توحدوا على رؤية مشتركة لتطمئن الشعب بكافة مكوناته القومية والدينية والمذهبية. هذا هو الشعب السوري بألوانه وأشكاله ومشاربه المختلفة. عليكم أن تدركوا جيداً، على أنكم لن تفلحوا في سياساتكم الإستقصائية هذه. وأن غياب اي مكون من مشروع مستقبل سوريا سوف لن يخدم الثورة وأهدافها، وسوف يسقط كل من يحاول الإستفراد بالقرارليستنسخ نظام أهلك الشعب طوال خمسة عقود، ولا يقبل تكراره واستنساخه من جديد. معاً الى دولة المؤسسات. معاً الى دولة العدالة والمساواة. معاً الى دولة تحافظ على حقوق الأفراد والجماعات.معاً الى دولة ديمقراطية تشاركية بين كافة مكونات الشعب من دون اقصاء احد، دولة تعددية مدنية لاقومجية ولا دينية، دولة القانون والعدل والمساواة. هذه هي مستقبل سورية المأمولة.
أحمـــــــــد قاســـــــــم
الكاتب والسياسي الكوردي السوري 3\5\2012
الكاتب والسياسي الكوردي السوري 3\5\2012
تم النشر في 11,44 30|05|2012