خالد ديريك : الغليون .....على رغم من تصريحاته الشوفينية فلا بد من شكره‏

خالد ديريك :

ممارسات النظام العنصرية طيلة خمسة العقود بأتجاه الكورد منذ تسلمه السلطة واللتي كانت تكميلة السياسات القومجية العروبية لم يستطع أن يغير التاريخ ولا الجغرافية ولا الثقافة والتراث الكورد
  في غربي كوردستان على رغم من السياسات التعريب الكبيرة ومحاولاتها لتغيير الديموغرافي ,فبقي الكوردي صامدا شامخا كجبالها ولم يقبل بالذل والهوان ,وها يأتينا اليوم الاصوات من أعلى الهرم المعارضة ظننا يوما من الايام من العقول النيرة وخاصة أنهم تعلموا ودرسوا في أرقى الجامعات وأختصوا في دراسة الشؤون الاقليات والآثنيات والطوائف وعاشوا في الدول اللتي تحمل في جنباتها كل أنواع الحريات والديمقراطيات ,أنه البرفسور(برهان الغليون )رئيس مايسمى المجلس الوطني السوري هذا الشخص اللذي يبدو لم يستفاد من علمه بشيء ولم يستوعب مفهوم قيام الحضارات وديمومة الدول برغم أنه عاش في وسط أكبر الحضارات الحديثة وبرغم رؤيته وملامسته في أسباب التقدم والأزدهار تلك الدول ,نعم بالعكس تماما حافظ وبقوة على على عقلية الرجعية الشوفينية اللتي وارثتها من أشقائه الأستبداديين في الدم ,السيد الغليون فشل في علمه كالبرفسور كما فشل كالسياسي في وقت كان من المفترض أن يثبت للسوريين والعالم بأنه يواجه ديكتاتورا فهو بين العكس تماما بأنه سيكون نسخة منه لا وبل سيكون أكثر منه جبروتا أذا ما أستلم السلطة ,والسيد الغليون هذا اللذي يمثل من المفترض أيضا الشريحة الواسعة من الشعب السوري وخاصة بعد الأعتراف الكثير من الدول بمجلسه الاقصائي كممثل الشرعي للسوريين ,طل علينا من الجديد ليطلق سمومه وحقده بأتجاه الكورد والكوردستان وهذا لم يكن المرة الاولى يهاجم الكورد ولكن هذه المرة تجاوز الحد المعقول (الخطوط الحمر )عندما نفى بوجود شيء أسمه كوردستان في سوريا والفيدرالية أقليم الكوردي وهم وخيال أذ نفى تاريخ حضارات قبل ألاف السنين الهورية والميتانية والميدية في جغرافية الكوردستان ونسي في زمن هذه الحضارات كان العرب وراء جمالهم في وسط الصحراء الجزيرة العربية ونسي تاريخ هجرتهم الى بلاد الشام ,وبهذا نفى الثقافة والتراث الشعب الحي واللذي يزداد تعداده الآن أكثر من أربعة الملايين شخص , ياترى كيف سيكون الحال مع مثل هذه العقلية الأقصائية الجديدة المتنورة في حال سقوط النظام الأسد وأستلامهم السلطة , نظن بأننا سنترحم على الأيام الأسد رغم مرارتها لأن أيام أمثال الهؤلاء سيكون أمر وأصعب ,لكن من جهة الأخرى لابد من الشكر السيد الغليون على صراحته وتنويرنا بأراء مجلسه ومن يدور في فلكها, بمثل هذه المواقف الصريحة يوفر علينا الكثير من الوقت والتفكير والمفاوضات والحوارات مع مجلسه الموقر أذ ينبهنا سواء بقصد أو بغير القصد , ياأيها الاكراد لا تثقوا فينا فنحن لا نستطيع أن نتخلص من عقلية الشوفينية والعنصرية بأتجاهكم مهما قدمتم من التضحيات ومهما فاوضتم معنا كمجلس الوطني ومهما حصلتم منا على تلك الحقوق فلا بد من النهاية أن نمارس عليكم سياسة الأقصاء وألغاء الاخر فلن تفلتوا من أضهادنا لكم عند أستلامنا للسلطة ,لأن صراحة مجلسنا يضم قومجيين العروبيين وأسلاميين المتطرفيين وشخصيات كوردية لا يمثلون شعبهم وأيضا علمانيون بأسم فقط ,فنحذركم من مجلسنا الوطني السوري ,في نهاية حقا لابد من شكرهم لأن مثل هذه التصريحات سيعجل من الوحدة الكورد في غربي كوردستان ونفكر ألف المرة قبل أن نقدم أي خطوة بأتجاه تلك المجالس والهيئات ونرجع الى ذاكرتنا كيف أستغلو أخلاصنا وعاطفتنا لتحقيق مأربهم وأفكارهم الشوفينية بحقنا .


تم النشر في  01,37 20|04|2012






أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر