فاروق الأيوبي :
إنتبهوا يراهنوا على إنسياخ الثورة، منذ البداية الجامعة العربية ومن يأمرها، ثم الأمم المتحدة مع مجلسها، كذلك الدول المحيطة بنا، منها من حاول إنتهاذ الإنتفاضة الشعبية السورية لتحقيق مآربه،
للنظام البائد و تقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين حفظاً على ماء الوجه، منتظرين فرص أخرى مناسبة أكثر و بأقل كلفة...
مع فروق طفيفة، هذا الكلام يصلح أيضاً لما حصل و سيحصل في مصر و ليبيا و اليمن، وتونس على المستوى الإقتصادي. أنظمة عربية فكرها مشروعها هدفها الأساسي هو السلطة من أجل السلطة فقط، أنظمة إقليمية تحميها دول عظمى، الدول العظمى هذه ومعها إسرائيل تعتقد أن الشعوب العربية يجب مسكها، ضبطها لأن قدرها و مصيرها حالياً هو الإستخدام و الإستهلاك، ذلك لآسباب عدة أهمها: الجهل الأمية و التخلف و التبعية و الفقر و التعصب القبلي و العائلي و الديني فهي غير مؤهلة لحياة سياسية ديمقراطية حرة، ذات سيادة كاملة و ليس لديها مفهوم قانوني وطني، مؤسساتي متحضر حقيقي. من هنا تنبع ضرورة الثورة الفعلية الشاملة،حيث لو افترضنا مثلاً المؤسسة العسكرية في سورية بعد عائلة الأسد اللعينة و التسليح الروسي و الدعم الإيراني لها، هل ستكون أحسن حالاً مع حكم تحت وصاية عائلة السعود أو غيرهم مع تسليح وحماية أمريكية ما هو الفرق للشعب السوري بين زيد و عمر و كلاهما أجنبي مزدري بنا ؟ يمكننا إضافة عدة فرضيات على هذا السبيل مع تركيا و إسرائيل و و إيران ومن ثم مشاريع الإعمار و التعليم و التثقيف و غيره...
حذاري ثم حذاري أن تخمد ثورتنا هذه بل يجب أن تستمر على نهجها الشعبي الأول، داعمة لجيشها الحر ومن جميع الكرام الأحرار عرب و مسلمين و أجانب، أن لا تتلوث بالإنتهاذية و العمالة و التبعية لأي كان و الخطر السوري الداخلي أعظم خاصة من هؤلاء [ المتثورجينٍٍٍ، أو مستخدمين الدين الإسلامي العظيم كذريعة و شعار ذاءف، أو المستغلين المتنصبين على الضحايا و الدمار].
و لا سمح الله لو حصل و إنساخت و خمدت ثورتنا، فالحصيلة ستغدو أسوء بكثير عما سبق. أكيد مشوارها طويل و التضحيات باهظة أما الرجوع للوراء محظور لأن مصيبته أكبر، ليس هناك خيار سوى المضي إلى الأمام بثورة مشروعها ، فكرها و إستراتيجية تنفيذها نقي وفي لنهضة كاملة لشعب طالما صبا لحريته و كرامته. و الله ولي التوفيق.
فاروق الأيوبي
تم النشر في 18,09 29|04|2012





