طه الحامد :
القضية الكوردية في الشرق الاوسط أبرز القضايا المعقدة ، وكانت على الدوام محط تجاذبات ، ومقايضات بين الدول المقتسمة لكوردستان التاريخية كموطن للكورد، وبين الدول العظمى التي
القضية الكوردية في الشرق الاوسط أبرز القضايا المعقدة ، وكانت على الدوام محط تجاذبات ، ومقايضات بين الدول المقتسمة لكوردستان التاريخية كموطن للكورد، وبين الدول العظمى التي
تفيد التقارير المتابعة لزيارة الرئيس مسعود البارزاني إلى واشنطن و تركيا ،إن الموضوع الكوردي كان هو المحور الاساسي للزيارتين ،فقد تطرق الجانبان كأختبار أولي للنوايا، وجس النبض حول ما يدور في ذهن القيادة الكوردية من احتمالات اللجوء إلى خيار اعلان أقليم كوردستان العراق دولة مستقلة ،وما يترتب على ذلك من تنازلات وصفقات توافقية بين الاطراف الاقليمية والدولية ، وقد نصح اوباما الرئيس مسعود البارزاني بالتفاهم مع انقرة ، قبل اتخاذ أي موقف بخصوص إعلان الدولة. تركيا تريد لقاء الموافقة على هذه الخطوة اثمانا باهظة، أصعبها المساعدة في القضاء على الوجود المسلح لحزب العمال الكوردستاني في جبال قنديل ، وان تكون لها الافضلية في الاستثمار والاستحواذ على السوق الكوردستانية وجعلها مشرعة الابواب للبضاعة والتجارة التركية ،وان تحصل بشكل ما على حصة من النفط المستخرج من حقول الاقليم الغزيرة ،وعلى الصعيد السوري ، ترغب تركيا في الضغط على المجلس الوطني الكوردي ، باتجاه التنازل عن حق تقرير المصير والفيدرالية ،والحصول على ضمانات بعدم تجاوز تطور الحالة الكوردية الى اكثر من الحقوق الثقافية و المواطنة الكاملة ،وان لا تكون الحركة الكوردية في سوريا حجر عثرة في طريق النفوذ التركي مستقبلا . وجاء ت تصريحات رئيس المجلس الوطني السوري واقطاب بارزة في المعارضة السورية متوافقة مع السياسة التركية في هذا المجال ، مما وضع المجلس الكوردي في موقف حرج فهي لا تريد ان تخسر جماهير الشباب الكوردي الذي رفع سقف شعاراته الى اعلى الدرجات ومن جهة اخرى هي مجبرة للخضوع للرغبات الدولية ونصائح الاقليم بضرورة الاعتدال والتوافق مع المجلس السوري وكان البرنامج المرحلي الذي اقره المجلس الوطني الكوردي والمؤلف من تسع نقاط هو المخرج المناسب للحركة الكوردية ورؤوية متوازنة لمستقبل العلاقة مع الشركاء الاخرين وبهذا تم وضع الكرة في ملعب المعارضة السورية واختبار لمدى جديتها
تم النشر في 02,24 24|04|2012
إقرأ أيضاً للكاتب





