Masîro Bêkes : PYD وأخواتها الإثني عشر في غربي كردستان



  Masîro Bêkes :

قد تكون المرحلة التاريخية الراهنة الي يمرٌ بها الشعب السوري عامة والشعب الكردي خاصة في غربي كردستان من الثورة السورية، والإنقلاب الملحوظ في منظومة المفاهيم الفكرية والعقائدية أحد
  أهم الدوافع إلى مراجعة شاملة للنظرية الديمقراطية وتمثلاتها على مستوى الواقع في غربي كردستان وتطبيقاتها الميدانية، وأساليب تفعيلها في إطار مجتمع التنظيمات والأحزاب السياسية العاملة في مكونات المجتمع المدني، وعلاقة هذا كله بمفهوم السلطة والحكم والممارسة الديمقراطية .
وهذه الحاجة التاريخية للمراجعة الشاملة لنظرية الحرية للشعب الكردي تفقد بالضرورة قيمتها وجدواها وفاعليتها إذا لم تنطلق من الخاص لتستهدف العام؟ بمعنى ممارسة النقد والنقد الذاتي كالذي طرحه PYD في مشروع الإدارة الذاتية لغربي كردستان، كطريق لابدّ منها للعبور إلى فعل النقد وتحويل النظرية إلى ممارسة يومية وفعل يومي بشكل يسهم بقدر كبير في خلق التوازن المطلوب بين النظرية والممارسة والإنسجام الضروري بين الفكر والواقع.
ولذلك من الجدير بالذكر أن نحو 12 حزباً كردياً ينشط في غربي كردستان، وبعضها لا يتجاوز عدد أعضائه بضعة أفراد، وهاك ثلاث أحزاب على الأكثر تطالب بالحقوق الثقافية للأكراد السوريين، ولا تنادي بحقوق قومية بالمعنى الإيديولوجي والسياسي، وتنادي معظم الأحزاب الكردية بمبادئ وبرامج متشابهة أهمّها المطالبة بحقوق ثقافية وتعليم اللغة الكردية في المدارس، وإعطاء حق المواطنة للجميع.
ومن هذا المنطلق نرى من بين هذه الأحزاب الأكثر تنشيطاً وتنظيماً من الناحية العملية السياسية، والأصغر عمراً بالنسبة لأخواتها وأكبرهم جماهيرياً وأكثرهم فعالية على أرض الواقع، وأول من طبق معادلتها مبدئياً هذه المعادلة التي أصرت بعناد على تطبيقها منذ تأسيسها في 20 أيلول2003 هي PYD  كالتالي:
سوريا ديمقراطية + إدارة ذاتية في غربي كردستان = PYD .
إلا أنه يواجه هجوماً وتحدياً إعلامياً واسعاً لا مثيل له من التشويه والتخوين والتضليل بحقه ليس فقط من القنوات الإعلامية العربية( الجزيرة ـ العربية) والتركية إنما من أخواتها الأحزاب الكردية قسماً كبيراً منهم يقومون بهذا العمل عن طريق التنسيقات الشبابية عبر شبكة التواصل الإجتماعي الفيسبوك، ورغم ذلك التحديات الإعلامية تزداد شعبيته أكثر فأكثر وتلاحمه مع الجماهير بشكل أكبر.
ولعل من المفيد أن نقف وقفة تأمل في تاريخ PYD القصير والذي قام به في الآونة الأخيرة وكثيراً من الذي ضحى به، ومالاقاه من أيدي النظام الأسدي الديكتاتوري والنظام التركي الفاشي الذي مازال يحاول عرقلة المسيرة والحد من إنتشار حركتها بشكل أكبر ولكن مسيرتها كالتالي:
* اتفاقية آضنة المبرمة بين النظامين السوري والتركي عام 1998،إضافة إلى تقديم الآلاف من الشهداء في سبيل حرية الكرد والكردستانيين وحتى كتابة هذه الأسطر.
* عدد معتقليها وكوادرها السياسيين في السجون الأسدية بالمئات ناهيك عن اللذين إستشهدوا تحت التعذيب،
وعدد كوادرها اللذين يناضلون ليلاً ونهاراً كالنمل تقدر بالآلاف.
* المظاهرات التي تقوم بتنظيمها تقدر بعشرات الآلاف مطالبة بإسقاط النظام بكافة مؤسساته.
* إعادة لكتابة أسماء المدن والقرى الكردية باللغة الكردية التي تم تغيرها في عهد النظام إلى العربية منذ أكثر من 40 عاماً.
* عملية إفتتاح المدارس الكردية لتعليم لغة الأم (الكردية) في المناطق الكردية.
* أول تجربة مدنية ديمقراطية شعبية في غربي كردستان (مجلس الشعب) التي هيأت لإدارة الشعب نفسه بنفسه.
* إقامة اللجان الشعبية الكردية لحماية المدن والقرى الكردية الي تعمل ليلاً ونهاراً ضد أي هجوم محتمل.
* المبادرة التي قامت به أخيراً بالإتفاق بين مجلس الشعب في غربي كردستان والمجلس الوطني الكردي .
ورغم هذا كله مازلتم غير راضين عن ذلك لأن هدفكم ليس النقد البنّاء كما تدّعون به، إنما العداء للأغلبية الكردية  في غربي كردستان، إذاً ب ي د وجوده مرهون بإيمان هذا الجيل الشبابي المتلهف لرؤية الحرية، وأسأل الله أن يعينه مع أخواتها على إمتصاص هذه التحديات لتظل شامخاً شموخ الجبال الشاهقات.
وأخيراً أقول صدّق من قال " عندما تقول الحقيقة يشعر الشيطان بالعار "..








أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر