عبدالعزيزالتمو :
يلجأ للحيلة حين تنقص القوة؛ فالأسد لا يلجأ إلى الحيلة مثل غيره من حيوانات الغابة. لا حاجة للأسد إلى اللف والدوران إلا إذا هدده أسد آخر من بني جنسه أو أصابه الهرم، لكن في هذه الحال، هل يظل
يمتلك الحماس الكافي لاغتيال كاتب، وعندما لا يجد لدى كوردي الحماس لاغتيال كوردي اخر، يكلف أجهزته بالمهمة وينسبها إلى الخصم المحتمل.وهذا التماثل بين المجرمين الذين يقتلون الثوار في الربيع الدموي هو نتاج الحيلة الوحيدة الضاربة في تاريخ الأسود الهرمة، مهما اختلفت الأسماء: بلطجية، وشبيحة. هم من رباهم النظام وعلفهم واستخدمهم قبل الثورات من غير حاجة إلى تسميتهم؛ لأن الحيلة كانت سرية والمهام متفرقة وتتم في الظلام. وعندما صار الموت علنيًا مشهودًا في ميادين الحرية كان لابد من اسم للكائنات التي تهاجم الثوار. ويدعي الأسد الشاب العجوز في سورية أن ما يهجم على الثوار والأمن هي 'العصابات المسلحة' وإنما يبقى العديد من
الأسئلة معلقًا: من أي قاع بحر خرج القمقم، ومن الذي لعب بالغطاء وفتح للعفريت، وهل يستطيع أن يحلف عليه بالاسم الأعظم لكي يحبسه مجددًا في القمقم مثلما فعل الصياد في ألف ليلة وليلة؟ وقد يتصور الأسد العجوز نفسه بارعًا في استدراج الجمهور إلى سماع وجهة نظره من خلال هذا القدر من التشويق. لكنه بهذا يخطئ مثلما أخطأ من قبله الأسد الشاب؛ فالبشر في الأوطان غير الحيوانات في غابة أو في كتاب قصص. البشر لا ينسون ويحملون ثأرهم في قلوبهم، لذلك كانت حلابجة مسمارًا في نعش صدام وكانت حماة مسمارًا في نعش الأسد الأب وستكون حمص مسمارا في نعش الأسد الابن ، الذي انتهى زمنه ويتعرض للكنس وسوف يكنس زادت التضحيات أو قلت. آخر ما في جراب النظام هو تصنيع الفوضى والتهديد بالمزيد منها إذا رحل. ولا شيء بعد رحيل الأسود العجوزة إلا الاستقرار وسعادة البشر؛ فلا تصدقوهم. 'أنا أو الفوضى' عبارة كالحكم المبرم لم تكن الكلمة نبوءة عراف بل تهديد أسد عجوز متهالك يمتلك من الحيلة والأتباع ما يضمن له استمرار التحايل، واستمرار إسالة دماء من رفضوه. وسوف ينتهي كل هذا؛ فالأسد العجوز في كليلة ودمنة والسلطان المخلوع في ألف ليلة يحكي الحكايات العجائبية ويصدر البيانات لكي يثبت وجهة نظر أو يقنع الآخرين بسداد فعل، لكنه لا يدري أن ذلك يتطلب مستمعين من السذج الراغبين في الإصغاء.وليس شبابا ثوار أشداء اقسموا بان لاتراجع في المسار حتى يتعرض الأسد الى الانكسار .
عبدالعزيزالتمو 13/2/2012






