طه الحامد :
منذ البدايات الأولى للحراك الشعبي، والتطور التدريجي لبنيته، وتمدده الافقي والعمودي ليشمل هذه المساحة الجغرافية الكبيرة من الوطن ،كان الأعلام الكوردي وعلى جميع مستوياته في قلب الحدث
،سواء على صعيد المقالات والآراء ،أوالشعارات واللافتات التي رفعت في المظاهرات ضمن الجغرافية الكوردية ،وقد اتسمت باليقظة والأندفاع اتجاه المطالب الكوردية المشروعة ،والتصدي للأصوات التي حاولت التنكر للحق الكوردي.
وكانت لهم بالمرصاد ممااضطر الكثير منهم التراجع وتقديم الاعتذار عن ما صدر عنهم ،وبفضلها اصبحت الشعارات الكوردية، مثل آزادي، وحق تقرير المصير، والفيدرالية مصطلحات يتداولها مختلف اعلام الثورة السورية، واصبحت مألوفة على مسامع الجميع بعدما كانت رهينة البيانات الحزبية والغرف المغلقة.
رغم هذه الانجازات ،الا إن الاعلام الكوردي بشكل عام مازال يفتقر الى
-العمل الأكاديمي المخطط.
-المنهج العلمي للبحث الذي يعتمد على الوثائق والدراسات الشاملة لمجمل الوضع الكوردي.
-التحليل المنطقي لمجريات الصراع وآفاقه في المنطقة.
لذلك طغى عليه الطابع الخطابي العاطفي وتجلى ذلك من خلال ردات الفعل السريعة على التطورات اليومية ولم يتحلى بالتوازن احيانا كثيرة.
أما على الصعيد البيت الكوردي ،لم ينجح في توحيد الخطاب الكوردي حتى هذه اللحظة ،وساهم احيانا كثيرة في تزايد الشرخ الجاثم على صدور الحركة الكوردية ،وخاصة عندما تفرغ بعض الكتاب للنيل من بعضهم البعض او من بعض الرموز الوطنية والشخصيات الكوردية بشكل جارح دون الألتزام بأخلاق العمل الصحفي ،ونسيان البعد القومي في العمل لصالح العمل الحزبي والشخصي البحت .
و العمل الاعلامي يحتاج الى ضوابط أخلاقية اولا ،وثانيا يجب أن تكون بوصلته الأساسية المصلحة القومية للشعب الكوردي وجعلها في أولويات الأجندة الأعلامية لدى الكتاب الكورد.
ولهذا يتوجب علينا نشطاء وكتاب وأعلاميين البحث معا لأيجاد آلية للتنسيق والعمل الجماعي من خلال دعم الهيئات الموجودة وتطويرها مثل رابطة الكتاب والصحفيين الكورد وغيرها ومحاولة ارتقائها لتكون فوق اي انتماء آخر.
والعمل الجدي من خلال المقتدرين من الكورد ماديا تأسيس مركز للدراسات والبحوث تهتم بالشأن الكوردي ،تكون وظيفتها الأساسية تقديم الدراسات والمشورة للحركة السياسية الكوردية وتكون عونا لهم في العمل السياسي المخطط على أسس أستراتيجية .
وكذلك البحث بشكل جدي، عن المقومات التي تساهم في إنشاء أكبر تحالف كوردي، ذات مرجعية تفاوضية قوية تنقل الشأن الكوردي إلى المحافل الدولية ،وتعمل على تكوين رأي عام محلي ودولي مساند للقضية الكوردية كقضية حق تقرير المصير لشعب مضطهد يعيش على أرضه التاريخية ،وإيجاد علاقة تنسيقية مع الأجزاء الأخرى من كوردستان، كوحدة جغرافية تجمعها المصير المشترك في خضم التغييرات المرتقبة التي تنتظر منطقة الشرق الأوسط.






