دلشا يوسف : تركيا : إحتمالات الفشل و النجاح في الإمتحان السوري


دلشا يوسف :   

بين رفض البعض للتدخل التركي في الأزمة السورية و بين تحريض البعض الآخر على ضرورة التدخل و في اسرع وقت، تتأرجح تركيا و تتردد في أخذ القرار و أخذ الوضعية و الموقف المناسب حيال الأزمة التي تمربها سورية. 
 و يبدو أن عجز مجلس الأمن في إتخاذ قرار نافذ بشأن الأزمة السورية في ظل إصرار الفيتو الروسي و الصيني، سيؤدي إلى إبراز دور تركيا من جديد،  بدافع حفاظ تركيا على موقعها الإقليمي  كقوة أساسية في المنطقة و لأهميتها القصوى كبديل وحيد في حل الأزمة السورية في المرحلة القادمة، مقارنة بالدول العربية التي تعنيها الشأن السوري أكثر من تركيا نفسها.
 فمن بين المعترضين  على التدخل التركي في الأزمة السورية، يبرز  صوت الكاتب (جان آتاكلي) كاتب العمود في صحيفة وطن التركية، و الذي يؤكد من جانبه على أن الحكومة السورية آيلة للسقوط لا محال، لأنها لم تمر بأي فترة ديمقراطية لا في عهد حافظ الأسد الأب و لا في عهد الإبن بشار الأسد.
  حيث يلفت النظر إلى ما كان يجري قبل (30) عاما في سوريا و بين ما يجري حاليا، من خلال  الدور الذي كانت تلعبه تركيا حينه وما تلعبه في الوقت الراهن. قائلاً:
" تعيد تركيا نفس الأخطاء التي وقعت فيها قبل ثلاثين عاما. حيث كانت إنتفاضة مدينة حماة قد بدأت وبالضبط في شهر شباط ، مثلما عليها الآن، حيث يُعاد المشهد هذه المرة في مدينة حمص التي فقدت أكثر من ثلاثمائة من أبنائها في ليلة المولد النبوي ( ص). كان المنتفضين من حزب إخوان المسلمين حينها يتلقون الدعم المادي و الأسلحة من السعودية و لكن عبر تركيا، أي مثلما يحدث اليوم تماما. فالأمر يكرر نفسه هذا اليوم، و لكن الأمر الأغرب هو أن يتم إختيار تركيا كقاعدة لهذه الأمور من جديد".
و يضيف الكاتب:
" في الوقت الحالي تمركزت قوى المعارضة السورية بمدنييها و عسكرييها في تركيا، و حسب الإدعاءات يذكر أن الضباط العسكريين في المعارضة السورية يعبرون إلى سوريا بدعم من القوات المسلحة التركية، و مثلهم المعارضين العائدين من سوريا أيضا، حيث يتم نقلهم بآليات  عائدة  لقوى الجيش التركي" .
و لكن ماذا وراء إلإهتمام التركي الزائد بسوريا؟.
 يفسرالكاتب (جان آتاكلي) هذا الإهتمام بالشكل الآتي:
  " إن القوى الغربية و على رأسهم أمريكا، تسعى لإسقاط النظام السوري. فالحكومة السورية في عهد حكم حافظ الأسد كانت تتلقى الدعم من الإتحاد السوفييتي. لذلك كانت تشكل تهديدا للناتو. و سوريا نفسها اليوم و في عهد الإبن بشار الأسد تتلقى الدعم و الحماية من روسيا غير الشيوعية. و أمريكا و القوى الغربية التي تخطط لإسقاط إيران، تريد إسقاط سوريا أولاً، بإعتبارها القلعة  الأخيرة ، لذلك تحشد الرأي العام من خلال الدعاية الإعلامية الكثيفة ضد سوريا، و تدفع تركيا نحو القيام بالتدخل في الأزمة بأي شكلٍ كان".
   و الكاتب جان آتاكلي يدعو تركيا إلى الإبتعاد عن هذه المخططات و تجنب الإنزلاق في أيّ تدخل عسكري  تروج له القوى الغربية تحت شعارات براقة مثل ( وقف المجازر)، أو ( إزالة خطر تهديد الحرب الأهلية من الوسط) ، و  ( إنشاء النظام الديمقراطي في سوريا).
  أما الكاتب (جنكيز جاندار ) فيفسر من جانبه تعاظم دور تركيا بالنسبة للأزمة السورية في المراحل القادمة،  بشكل آخر، حيث يقول:
   " إن أمريكا و حلف الناتو تعارض أي تدخل عسكري في سوريا، بحجة أن التدخل العسكري قد  يؤدي بالأمور للأسوأ. و هناك قسم من المعارضة السورية أيضا يؤيد هذه الفكرة. و أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على هذا الموقف مرات عديدة، حيث قالت أن أمريكا  تعارض تكرار النموذج الليبي في سوريا. و الإدارة الأمريكية لن تتحمل أعباء التكاليف الباهظة لتدخل عسكري في الوقت الذي إنسحبت فيها من العراق للتو، وأعلنت حدا زمنيا لإنسحابها من أفغانستان، و بالتالي تقترب من فترة الإنتخابات الرئاسية".
 و يضيف الكاتب متسائلا: و لكن ماذا ستعمل أمريكا بين رغبتها التامة في إسقاط النظام السوري، و بين إصرار روسيا و الصين في رفض أي تدخل دولي في الشأن السوري؟.
يجيب الكاتب بقوله:
إن أمريكا تنتظر من تركيا  تحمل أعباء هذه الوظيفة الصعبة، و القيام بتدخل عسكري في سوريا  بصفتها  قوة إقليمية، و بالأخص بعد إخفاق مجلس الأمن من إتخاذ أي قرار جديد بشأن الأزمة السورية التي بدأت تتفاقم بقوة في الفترة الأخيرة.

 

*زاوية أسبوعية تنشر في صحيفة كردستاني نوي الكردية.










أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر