دلشا يوسف :
بين رفض البعض للتدخل التركي في الأزمة السورية و بين تحريض البعض الآخر على ضرورة التدخل و في اسرع وقت، تتأرجح تركيا و تتردد في أخذ القرار و أخذ الوضعية و الموقف المناسب حيال الأزمة التي تمربها سورية.
فمن بين المعترضين على التدخل التركي في الأزمة السورية، يبرز صوت الكاتب (جان آتاكلي) كاتب العمود في صحيفة وطن التركية، و الذي يؤكد من جانبه على أن الحكومة السورية آيلة للسقوط لا محال، لأنها لم تمر بأي فترة ديمقراطية لا في عهد حافظ الأسد الأب و لا في عهد الإبن بشار الأسد.
حيث يلفت النظر إلى ما كان يجري قبل (30) عاما في سوريا و بين ما يجري حاليا، من خلال الدور الذي كانت تلعبه تركيا حينه وما تلعبه في الوقت الراهن. قائلاً:
" تعيد تركيا نفس الأخطاء التي وقعت فيها قبل ثلاثين عاما. حيث كانت إنتفاضة مدينة حماة قد بدأت وبالضبط في شهر شباط ، مثلما عليها الآن، حيث يُعاد المشهد هذه المرة في مدينة حمص التي فقدت أكثر من ثلاثمائة من أبنائها في ليلة المولد النبوي ( ص). كان المنتفضين من حزب إخوان المسلمين حينها يتلقون الدعم المادي و الأسلحة من السعودية و لكن عبر تركيا، أي مثلما يحدث اليوم تماما. فالأمر يكرر نفسه هذا اليوم، و لكن الأمر الأغرب هو أن يتم إختيار تركيا كقاعدة لهذه الأمور من جديد".
و يضيف الكاتب:
" في الوقت الحالي تمركزت قوى المعارضة السورية بمدنييها و عسكرييها في تركيا، و حسب الإدعاءات يذكر أن الضباط العسكريين في المعارضة السورية يعبرون إلى سوريا بدعم من القوات المسلحة التركية، و مثلهم المعارضين العائدين من سوريا أيضا، حيث يتم نقلهم بآليات عائدة لقوى الجيش التركي" .
و لكن ماذا وراء إلإهتمام التركي الزائد بسوريا؟.
يفسرالكاتب (جان آتاكلي) هذا الإهتمام بالشكل الآتي:
" إن القوى الغربية و على رأسهم أمريكا، تسعى لإسقاط النظام السوري. فالحكومة السورية في عهد حكم حافظ الأسد كانت تتلقى الدعم من الإتحاد السوفييتي. لذلك كانت تشكل تهديدا للناتو. و سوريا نفسها اليوم و في عهد الإبن بشار الأسد تتلقى الدعم و الحماية من روسيا غير الشيوعية. و أمريكا و القوى الغربية التي تخطط لإسقاط إيران، تريد إسقاط سوريا أولاً، بإعتبارها القلعة الأخيرة ، لذلك تحشد الرأي العام من خلال الدعاية الإعلامية الكثيفة ضد سوريا، و تدفع تركيا نحو القيام بالتدخل في الأزمة بأي شكلٍ كان".
و الكاتب جان آتاكلي يدعو تركيا إلى الإبتعاد عن هذه المخططات و تجنب الإنزلاق في أيّ تدخل عسكري تروج له القوى الغربية تحت شعارات براقة مثل ( وقف المجازر)، أو ( إزالة خطر تهديد الحرب الأهلية من الوسط) ، و ( إنشاء النظام الديمقراطي في سوريا).
أما الكاتب (جنكيز جاندار ) فيفسر من جانبه تعاظم دور تركيا بالنسبة للأزمة السورية في المراحل القادمة، بشكل آخر، حيث يقول:
" إن أمريكا و حلف الناتو تعارض أي تدخل عسكري في سوريا، بحجة أن التدخل العسكري قد يؤدي بالأمور للأسوأ. و هناك قسم من المعارضة السورية أيضا يؤيد هذه الفكرة. و أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على هذا الموقف مرات عديدة، حيث قالت أن أمريكا تعارض تكرار النموذج الليبي في سوريا. و الإدارة الأمريكية لن تتحمل أعباء التكاليف الباهظة لتدخل عسكري في الوقت الذي إنسحبت فيها من العراق للتو، وأعلنت حدا زمنيا لإنسحابها من أفغانستان، و بالتالي تقترب من فترة الإنتخابات الرئاسية".
و يضيف الكاتب متسائلا: و لكن ماذا ستعمل أمريكا بين رغبتها التامة في إسقاط النظام السوري، و بين إصرار روسيا و الصين في رفض أي تدخل دولي في الشأن السوري؟.
يجيب الكاتب بقوله:
إن أمريكا تنتظر من تركيا تحمل أعباء هذه الوظيفة الصعبة، و القيام بتدخل عسكري في سوريا بصفتها قوة إقليمية، و بالأخص بعد إخفاق مجلس الأمن من إتخاذ أي قرار جديد بشأن الأزمة السورية التي بدأت تتفاقم بقوة في الفترة الأخيرة.
*زاوية أسبوعية تنشر في صحيفة كردستاني نوي الكردية.






