نرمين حاجي : الدبلوماسية الناعمة ترقص على انغام آلة القتل في سورية

نرمين حاجي :

مسألة سوريا مسألة معقدة ولن تنتهي بهذه السهولة كما يدعي البعض فسوريا أصبحت ساحة للصراعات والمجازربين العديد من القوى في المنطقة 
فالنظام الأسدي الذي قاد بالبلاد الى هذه الحالة لم يعد يستطيع الرجوع الى ما قبل الثورة في سوريا و اصراره على المضي في القتل والتدميروالترهيب ودون تغيير جذري ودون الاعتراف بحقوق الاقليات قد جعل من سورية ساحة صراعات بين الكثير من فئات المجتمع السوري
أكثر من سبعة الاف قتيل ومئات الآلاف من المعتقلين واحدى عشر شهرا من سفك دماء السوريين
اضافة الي مقتل الصحفي الفرنسي الذي كانت اسباب قتله مجهولة حتى الآن
من قتله هذا ما سأل عنه أحد الوزراء الاوربيين في أروقة تلك الجلسة المطولة التي عقدت قبل ايام في الامم المتحدة دون الوصول الى اتفاف بتوضيح ملابسات مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكيه في مدينة حمص أثناء قيامه مع مجموعة من الصحفيين بتغطية عملية عدوان على مجموعة من مواطني حمص بل حتى رئينا فيها عبارات هرج ومرج واحيانا مقتفطات شعرية تارة من المندوب السوري وقبلآ من امير قطر حتى بات الامر كأننا نشاهد معلقات خطابية لبعض الدول وكأننا نتجول في اسواق عكاظ
فأية موازين ومعايير تلك التي ستقود ما سيؤول الى البلاد في الايام القادمة وهل الدم السوري ارخص الدماء حتى لا يبالي به احد الى هذه الدرجة فلا يسال عن قاتل شعب اعزل باكمله الذي بات يقود ثورته في مواجهة غطرسة هذا النظام المجرم الذي يخوض حرب ابادة ضدهم وهو لا يزال يعتقد انه بامكانه وهو قادر على البقاء في سدة الحكم فيقوم بارتكاب هذه المجازر اليومية كخطوة استباقية لترهيب الشعب وثنيه عن ثورته وهو مصصم على البقاء اطول فترة ممكنة وربما قد بلع به هلوسته المجنونة حتى بات ينتظر ما بشبه المعجزة تنقذه من مصير سابقيه من مبارك او بالاحرى مصير صديقه القذافي
في الوقت الذي لازلت الدبلوماسية الغربية تخوض سجلات واحيانا هفوات شجب واستنكار بين الفينة والاخرى بعد ما تيقنت من فشل الجامعة العربية في وضع حد لآلة القتل والتدمير والترهيب في سورية في مواجهة محتدمة مع الفيتو الروسي فالدب الروسي من جهته قد لبس العار براءة الفيتو فيقف في وجه اي قرار صادر عن مجلس الامن ويبلغ العار به اعلى درجاته حين يساوي بين القاتل والمقتول اي الظالم والمظلوم وهو في ظل هذا العار متاكد تماما ان بقاء الاسد في الحكم مهما طالت به الايام مجرد ضرب من الخيال و مزيد من شلالات الدم في سوريا، ومزيد من الاطفال يقتلون، وانحدار مؤكد نحو شكل من أشكال الحرب الاهلية، فتجربة ثورة الشعب في مصر ولبيبا مازالت في الأذهان
لكنه في نفس الوقت يخشى ان تتكرر التجربة الليبية وتخسر مصالحها في سورية كما في ليبيا حين التف عليه الغرب متمثلة بحلف الناتو وارغام الدب الروسي على القبول بالامر الواقع ولهذا نجده يتزرع ويتثبث بموافقها السلبية في مجلس الامن متذرعة بان البلاد ستقاد الى حرب اهلية من جهة ومن جهة ان مستقبل المنطقة برمتها نحو المجهول ان رحل النظام السوري وهي تنظر كما يتبين من المتابع لقرارتها ربما ما تشبه الحوافز من الغرب كي تطمئن هذه المرة على مصالحها مع من كان مع ايران يعد من اقوى حلفائها أذن فالمشهد السوري بات لعبة اللغة المتناقضة وشمولية المصالح فينتهي بنا المطاف ان نسال روسيا ما هو ثمن المساومة بينك وبين الغرب والشعب السوري في مواجهة النيران يتعرض للابادة ونسألهم
اين انت ياحقوق الانسان واين الانسانية واين هي الاتفاقية التي تتضمن منع جريمة الابادة سواء ارتكبت في زمن السلم أو الحرب والفظائع المرتبطة بها في المجتمعات التي تضم جماعات قومية أو عنصرية أو عرقية أو دينية متنوعة واين مسؤوليتك عن حماية السكان من جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والتطهير العرقي، ومن التحريض على ارتكاب تلك الجرائم؛
هل انتهى عصر عصبة الامم والامم المتحدة فتحول الى مجلس المساومة والمصالح


نرمين حاجي







أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر