طه الحامد :
النظام الايل الى السقوط صعد وبشكل هستيري حملته الدموية على مناطق الحراك الثوري وكانه مع سباق للزمن المتسارع وهو يرمي من وراء ذلك اخضاع المعارضة وجره الى مفاوضات خادعة
ومن ناحية اخرى مازالت هناك قناعة لدى النظام بان الارادة الدولية مازالت في حالة المراوحة ولم يحسم القرار النهائي بازالته من شروشه والنظام لديه امل بان الوقت مازال مبكرا لنضوج ظروف رحيله فهو يحاول الحفاظ على توازن الرعب المتبادل بين جيشه النظامي والجيش الحر وباقي المسلحين من الثوار ليضع الراي العام امام لوحة صراع وعنف متبادل بين طرفين ليظهر نفسه كمجني عليه وخاصة بعد عسكرة الثورة متناسيا ان ذلك فرض على الثوار كحق مشروع للدفاع عن النفس
والنقطة المحورية التي تريح النظام وتمنحه المزيد من الوقت هو ماتعانيه المعارضة السورية من التشتت المبكر وصراع لم يحن وقته بعد على السلطة والمصالح الفئوية الضيقة
ومحاولة بعض التيارات تطبيع الحراك في بعض المحافظات بطابع طائفي من خلال التصريحات والشعارات واطلاق اسماء ذات جذور تاريخية دينية اشتهرت ايام الحروب المذهبية على ايام الجمع
وكذلك غياب الثقة حتى الان بين اقطاب وممثلوا المكونات السورية من الكورد والدروز والعلويين والمسيحيين والتخوف الذي ينتابهم من اعادة رسم معالم الدولة السورية بنفس الالية الانقلابية والاستبدادية التي سادت في العقود السابقة ومرد ذلك الخطاب الاسلامي الطائفي المعلن احيانا والمستبطن بين النشرات الداخلية لتلك التنظيمات التي تبشر اتباعها بالدولة الاسلامية والخلافة الراشدة وحكم الشريعة وكانت ابرز مظاهرها هي محاولة عرعرة الثورة
وتصدر قيادات اخوانية للتصريح بنواياهم عن بناء دولة اسلامية وهجومهم العنيف على دعاة العلمانية واتهامهم بالكفر والزندقة وتقديم انفسهم كحكام المستقبل و اطلاقهم الوعود والتصرف كالاخ الاكبر الذي سوف يراعي كل الطوائف مصادرا بذلك الارادة الشعبية التي ستاتي بممثلي الثورة الحقيقيين عبر صندوق الانتخاب
وايضا تحالفهم مع الدولة التركية ومحاولتهم وضع الجيش الحر تحت خيمة المصالح الايديولوجية وجعله كجناح عسكري لحسم الصراع لصالحه بعد سقوط النظام وان يكون حليفا تابعا لدولة تعادي 4 مليون كوردي سوري
وكل ماذكر اعلاه جعلت الدول الكبرى ومن ورائها اسرائيل الى البحث عن حلول وسطى ومخرج توفيقي يستند على ابقاء الموؤسسة العسكرية السابقة عبر وجوه لاتمت الى عائلة الاسد باستلام زمام الامور والقيام بمهام الحارس للمصالح الاقليمية واسرائيل والصمام لاي توجه غير مرغوب لقادة سوريا الجدد
الا ان هذا السيناريو لم يفلح بعد واذا فشل فهم سيلجاون الى خيار الاخر وهو ترك التطورات تتزايد وتتصاعد حملات العنف والعنف المتبادل الى ان ىنصل الى انهيار الدولة والنظام معا والدخول في نفق الحرب الاهلية المظلمة وتشتت المكونات والعودة الى حواضنها الاساسية القومية والطائفية والمناطقية وهذا السناريو هو الارجح لان في ذلك مصلحة كبيرة لتقلبات وتطورات كبيرة ربما ستحدث في المنطقة قد وضع خطط لها منذ عقود