آلان عمو : إقليم كوردستان سوريا ... الأفق القريب


آلان عمو

يبدو أن الكورد في سوريا قد حسموا موقفهم وبقوة هذه المرة، وذلك من خلال المخاض الصعب الذي يمر به سوريا فقد تبلورت كل الأفكار والرؤى من قبل الأحزاب التنسيقيات الشبابية بالإضافة الى 


 المثقفين والمستقلين والجمعيات الثقافية والحقوقية وصبت في بوتقة واحدة ألا وهي الفدرالية أو الدولة الاتحادية وهي الحل الأفضل للدول التي تتعدد فيها الاثنيات والقوميات فقد أثبتت سياسات الحكومات في المنطقة والشرق الأوسط بشكل عام بأنها اقصائية اعتمدت على حكم الفرد الواحد والحزب الواحد بل ذهبت الى احتكار الدولة ومقدراتها من قبل طائفة أو قومية معينة على حساب بقية المكونات التي كان لها الفضل الكبير في تحرير الوطن والتضحية بكل غالي ونفيس للتخلص من كل أشكال الاستعمار والهيمنة التي حاولت الاستفادة من خيراتها وجعلها سوقا لمنتجاتها فانطلق الكورد ومن خلال المنظور الوطني في كل من هذه الدول التي قسمت ارض كوردستان بعيد اتفاقية سايكس بيكو 1916 الى أن يكونوا مؤثرين فيها سياسيا واقتصاديا وثقافيا ولكن بعد كل التضحيات التي بذلوها لاقوا كل أنواع التهميش والإقصاء وبأشكال واليات متشابهة الى حد كبير في جميع الأجزاء فصعق الكورد من الأخ التركي والفارسي والعربي الذي حاول تذويبه وإلغاء هويته تاريخيا وثقافيا وجغرافيا والتي لم تستطع كل القوى وعلى مر التاريخ الى تغيرها أو تغيبها لأسباب كثيرة ارتبطت بخصوصية وثقافة المكون الكوردي الذي حاول وبكل قوة في الحفاظ عليها عبر قرون حيث كانت لجغرافيته أيضا الدور الكبير في ذلك ومع تبلور ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان واجتياح الثورات التحريرية لتلك الدول التي قسمت كوردستان فقد قرر الكورد أيضا أن يكونوا جزا من هذا التغيير وخصوصا في العراق اثر سقوط النظام البعثي الصدامي ومن ثم أتى الربيع العربي الذي هز الطاغوت البعثي الاسدي بالإضافة للتطورات التي شهدتها كل من إيران وتركيا في السنوات الأخيرة وما يهمنا حاليا هو الجزء السوري فما تشهده الساحة السورية من حراك جماهيري تفاعلت معه المدن الكوردية كافة وكذلك فعاليتهم في المدن ذات الأغلبية العربية ومع التفاعل السياسي على المستوى الخارجي والداخلي فقد أرتأى الكورد بل أكدوا على عدم العودة الى عهود الظلم والاستبداد والتواصل مع الأطراف السورية الأخرى في سبيل رسم خارطة المستقبل السوري وهيكلية الدولة المستقبلية والأسس التي ستقوم عليها هذه الدولة من كافة النواحي ودور الكورد فيها وكما ذكرنا في بداية حديثنا فقد عقدت كل القوى الكوردية موقفها الواضح وعزمها في حل القضية الكوردية في سوريا في إطار فدرالي اتحادي يضمن حق تقرير المصير ضمن الدولة السورية والتوجه نحو اللامركزية كحل يضمن حقوق كافة الأطراف والمكونات السورية دستوريا ضمن عقد اجتماعي يتفق عليه الجميع للوصول بسوريا الى مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة التي اعتمدت الحل الاتحادي الفدرالي كصيغة آمنة لنقل المجتمع من حالة الشمول العنصري الى حالة جديدة تضمن كل أشكال الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية والدينية


Alan.asoemo@yahoo.com





أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر