طه الحامد : الكورد في الثورة السورية


طه الحامد

يتسائل الكثير من المعارضين ويشكك البعض في حالات المد والجزر وتواتر مسار الحراك في المناطق الكوردية
نعم ان الدور الكوردي لم يحسم بشكله النهائي والكلي في الانتفاضة السورية ولاسباب عديدة ذاتية واخرى مرتبطة بشركاء الكورد في الوطن ومايستبطنوه من مواقف سلبية اتجاه القضية الكوردية وتصل الى مرتبة الحقد الشوفييني احيانا اخرى وما يصدر عن البعض من كلام منمق يدخل في خانة العلاقات العامة والمصالح التحالفية المؤقتة

ونقول للذين ينصحون الكورد من مغبة الوقوع في حالة انعزالية عن المجتمع السوري الى هذه اللحظة ومنذ عقود من خلال العلاقات التي تكونت مع الاخرين من العرب السوريين يسارا ويمينا لم نلمس صفاء النية والمشاعر الاخوية الصادقة التي تبنى عليها علاقة وطنية سليمة على اساس المساواة في التشارك

ومازالت النظرة الفوقية والاستعلائية راسخة في اذهان الكثيرين وهي نفس العقلية التي تحكم بها السلطة الحالية الموضوع الكوردي

لذلك الامر يبدو سيان لدى القاعدة الجماهيرية الكوردية من استبدال استبداد البعث الحالي باستبداد اخر تلوح في الافق ملامحه وتظهر جليا في التصريحات والكتابات المنسوبة لاطراف من المعارضة السورية وتحالفاتهم مع اعداء الكورد ولاسيما النظام التركي المنافق

لذا يجب ان يكون واضحا وجليا لدى الجميع الحقيقة الدامغة التي اصبحت مسلمة لدى الشباب الكوردي وتعبيراته السياسية وهي

ان الشعب الكوردي في سوريا يعيش على ارضه التاريخية وليس مهاجرا

الوجود الكوردي امتداد للجغرافية الكوردستانية في الاجزاء الاخرى التي قسمت بموجب اتفاقيات بغيضة دون ارادة الكورد

ان اي حل عادل ديمقراطي للقضية الكوردية في سوريا يجب ان يكون على قاعدة الاختيار الحر لشكل العلاقة مع مركز الدولة السورية

ومع اعتقادنا ان في هذه المرحلة يتوجه الغالبية العظمى من الكورد ونخبه الثقافية والسياسية الى عقد وطني عادل مع شركائه الاخرين جوهره بناء الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية تشاركيا يثبت عمليا ودستوريا الحقوق المشروعة للشعب الكوردي والاقليات الاخرى كمكونات اصيلة وتاريخية في الجمهورية السورية







أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر