المحلل زنار علي حسين : سورية والخطر التركي


بقلم المحلل السياسي : زنار علي حسين

يتازم الوضع السوري يوم بعد يوم بعد فشل المبادرة العربية مع النظام في سورية وبعد ان اتضح للجميع بعدم جدية النظام السوري في المبادرة والحل السياسي الذي بات  مستحيلا في الواقع وبداء يتضح للقارىء جليا بانه لابد للمجتمع الدولي من عمل شيء ما 
 من اجل وقف نزيف الدم السوري وقد كان وقف عضوية سورية في الجامعة العربية خطوة ايجابية رغم ان الوضع سوف لن يبقى ضمن اطار الجامعة العربية كما يبدوا وقد نرجع الى ادعائات بعض الاطراف الذين كانوا يدعون  باءن لدول كثيرة اهداف ومطامع خفية في سورية ومنها الحظر على الشريط الحدودي التي قد يوءدي الى تفجر وضع جديد يعقد المساءلة اكثر

لقد جرت في الفترة الماضية مفاوضات ومناقشات كثيرة في الوضع السوري في المنطقة وقد لعبت كل من ايران وتركيا دورهم الدبلوماسي في ذالك كما وضح كل من العراق وحزب الله اللبناني موقفهم تجاه ما يجري في سورية وقد تمثل هذه  المواقف  ليس الا لان للعراق حدود عريضة مع سورية وهي ليست مستقرة الى يومنا هذا من الناحية الامنية وقد كان لابد من ابداء موقف كهذا .

اما حزب الله اللبناني فهي نتيجة حتمية لارتباطها المباشر مع النظام السوري ولها استراتجية واضحة في اللعب باوراق المنطقة ومنها تهديد اسرائيل .

اما الاتراك فهم الاكثر اهتماما بالوضع السوري من غيرهم من دول الجوار ودالك لانهم يعتبرون سوريا بوابة الشرق الاوسط ولهم مطامعهم السياسية والاقتصادية في المنطقة اضافة  الى الملف الكوردي  الذي قد تكون من اهم الملفات الموجودة سخونة حاليا على الساحة التركية وهي همهم الشاغر منذ عقود كثيرة فقد قاموا باحتضان المعارضة العربية وقد اثروا وحتى فرضوا في بعض الاحيان ارائهم على قيادات المجلس الوطني وخصوصا في المسالة الكوردية فهم والى يومنا هذا في تخبط وحزر تجاه ما يجري في سوريا وهم ايضا ليس لهم روئية واضحة في المسالة السورية عدى المسالة الكوردية التي قد تكون واضحة للجميع بان اي تطور يجري في سورية يجب اخذ عين الاعتبار للاراء التركية تجاة الكورد السوريين .

والتطور الذي طراء على الساحة السورية في الفترة الاخيرة فقد ظهر للعيان التناقض والانقسام الواضح ما بين المعارضة في الداخل والخارج وقد كان هذا ليس الا نتيجة تاثير التدخلات التركية في اللعب بالاوراق ايضا على حساب الدم السوري .

يبدوا في الافق ومن البعيد بانه ستجري اجرائات اخرى ضد النظام في دمشق و هذه المرة عن طريق وبقرار من الامم المتحدةفالنظام السوري لا يعتمدوا  الا على سياسة طهران المنبوذة في النطقة اضافة الى بعض الاطراف التي قد تكون لا شيء لو اجتمعت  الامم التحدة عليها مثل ما حصل في ليبيا والعراق قديما .ولكن نتيجة عدم وجود منابع بترول في سورية فلا يحصل تطور جدي ايضا ضد النظام الا اذا تقبل احدى دول الخليج او دولة ما بدفع تكاليف الهجمة ولان الاتحاد الاوربي فهم بالاساس في ازمة مالية فلا يبقى في الساحة سوى دول الخليج الذين لهم حساسيات ومشاكل كثيرة مع الحليف الاساسي لسورية( ايران) وان سقوط النظام في دمشق سيضعف موقع ايران كثيرا في المنطقة وقد يوءدي ذالك الى تغيرات كثيرة في الخارطة السياسية في الشرق الاوسط .

فمازالت ايران سارية في تعاملها مع الوضع احيانا بالدبلوماسي واحيانا بالتهديد والتحرش من اجل الخروج بسوريا وبنظامه بطريقة سلمية والحفاظ على الاسد في دمشق باي طريقة كان .

اما الطرف الكوردي فهم اكثر ضعفا من غيرهم فالمجلس يسيطر عليه الاخوان ومن ورائهم الاتراك والاكراد الموجوديين في المجلس لا يمثلون الشارع الكوردي وليس لهم اي تاثير في قرارات المجلس التي اتضحت بولائهم المطلق للاتراك .

اما المعارضة في الداخل فهم ليسوا بفارق بعيد عن المعارضة في الخارج صحيح انهم ليسوا على اي ارتباط مع دول الجوار ولكنهم يجسدون الفكر القومجي العربي ووجود بعض الاطراف الكوردية فيها قد لا يوئثر في الموضوع كثيرا .

فالشارع الكوردي يحتاج الى كتلة وطنية موحدة وعلى جميع الاطراف الرجوع الى العاصمة الكوردية ( القامشلي ) وتوحيد الكلمة الكوردية ونبذ الخلافات جانبا .

فالاتراك على الابواب من اجل الدخول الى المنطقة عسكريا وقد يوءدي ذالك الى تفاعلات كثيرة وقد يحاد بعض الاطراف الكوردية مكانهم الى جانب الاتراك اثناء الدخول وقد يوءدي ذالك الى تقاتل الكورد فيما بينهم فالحرب الاهلية يروج لها النظام في المدن الاخرى وان دخول الاتراك على الخط قد يحرك القوات النائمة لحزب العمال الكوردستاني التي وعد الاتراك بحرب ضروس لو دخلوا المنطقة الكوردية .واظن بانهم على حق فنحن الكورد يجب علينا ان لا نقوم بثورتيين فنحن بغنى عن الاحتلال التركي

فالمنطقة الكوردية ما زالت بعيدة عن الاشتباكات وانني على قناعة تامة بان الاتراك سوف لن يتركون المنطقة هكذا امنا وحتى لو بقيت فالنظام بدباباته سيجعلها ساحة حرب مع دول المنطقة .

يجب على الشعب السوري ان يدرك جليا بان اي تدخل خارجي في سورية سيكون بمثابة بداية الحرب القومية والطائفية وحتى قد يصل الحد الى دخول الاصوليين على الخط وخصوصا لو تدخل الاتراك .

فالاتراك لهم مطامع وسياسات قد تصل حتى الى زعزعة امن واستقرار حكومة كوردستان العراق فهم حاولوا في البداية في العراق وبالضبط في كركوك وقد يحاولون مرة اخرى فهذا ليس بعيد عن السياسة التركية وخصوصا ان تاريخهم مليء بالمذابح الجماعية ضد الارمن والكورد وحتى ضد جميع دول المنطقة فهم على علم ودراية تامة بمدى قوة وشعبية العمال الكوردستاني العدوا اللدود للدولة التركية بين الكورد في سورية .

فالديمقراطية التي ينادي بها الغرب وعلى راسهم امريكا ليس الا ديمقراطية المصالح فالاوربيين ليسوا على استعداد بالتضحية مقابل لا شيئ وسوف يسقط النظام في سوريا عاجلا ام اجلا ولكن سوف لن تنتهي المعارك والاشتباكات وقد يستمر هذا الى سنوات نتيجة تناقضات كثيرة بين دول المنطقة وان حرب القوى قد تغير الى حرب جماعات وتنظيمات تحت مسميات كثيرة اسلامية قومية والى اخره من المسميات فبعد حرب العراق ودك نظام صدام حسين فمازال هناك انفجارات يومية والموجود في الواقع ليس تنظيم القاعدة فقط وانما تخفي ورائها ايادي كثيرة ( ايرانية عربية قومية وسورية وتركية وحتى امريكية) ولكل كان لهم غاياتهم وقد حصل هذا ايضا في افغانستان والى يومنا هذا مازال الوضع في افغانستان متازما وقد تكون في سورية اكثر دموية وذالك نتيجة الخليط السوري من قوميات وديانات كثيرة .

ولنكن على قناعة بان ايران وحزب الله اللبناني سوف لن يتركون الوضع مستقرا رغم ان الاتراك والايرانيين والسوريين وحتى العراق  قديما كانوا مختلفين في الاراء ولكنهم كانوا دائما متفقيين فيما بينهم  على القضية الكوردية وفي المرحلة الجديدة قد تتغير ويختلفون في الاراء حتى في ما بينهم على القضية الكوردية ايضا .

فالحرب الاتية هي حرب وجود او لا وجود وسيحاول كل طرف ان يدرس الوضع جيدا لكي يكون مراهناتهم ايضا فعالة والخروج بانتصارات ومكتسبات فعلية وخصوصا الكورد .

المحلل السياسي : زنار علي حسين

serecoluciya@hotmail.de








أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر