زكي شيخو : الاخوان السلمين سوف يحارب النظام البعثي الدموي لاجل السلطة حتى اخر طفل كردي


زكي شيخو

ان الشعب الكردي كان خلال القرن العشرين خاصة مادة للبيع و التجارة به و بأرضه و جعله مشروع قتل و امحاء و انكار من قبل الاعداء الكبار و الصغار و الدول العالمية و حتى الاحزاب التي 
 تعرف كيف تصبح مقاولا في هذه المناقصات, و للاسف كانت هذه البيعة و السياسة تطبق اكثر الاحيان بمساعدة او حضور شريحة و طبقة و اشخاص من الكرد انفسهم.
ففي منتصف السبعينات و ما بعدها في غضون وجود الصراع العالمي او ما بين القطبين الامبريالي بقيادة امريكا و الغرب و الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي و محاولة كل واحد منهم توسيع دائرة نفوذه في العالم.فالحروب و الثورات التحررية للشعوب و الطبقات الكادحة في كل من اسيا و جنوبي شرقي اسيا و امريكا اللاتينية و افريقيا بقيادة و تأيد و مساعدة الاتحاد السوفياتي الشيوعي و محاولات صد و اعاقة و قطع هذا المد من قبل الولايات المتحدة الامريكية و الغرب و الناتو لفرض هيمنتها على العالم بأساليب مختلفة.


ففي اواخر السبعينيات و بداية الثمانينيات قام الاتحاد السوفياتي باحتلال افغانستان و قامت الثورة الخمينية في ايران و انهيار نظام الشاه احد ابرز قواعد امريكا في المنطقة و توسيع جبهة الرد و الحركات المعادية للغرب و انتشار روح الكراهية لامريكا و القطب الامبريالي في منطقة شرق الاوسط بشكل عام بسبب سياسياتها التعسفية و تأيديها الفاضح لاسرائيل و توسع مؤيدين للسوفيات و تشدد موقف الانتشار للقطبين كل حسب مصالحه فقام كل من الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة و مهما كان شعارهم و افكارهم حول حقوق الشعوب في التحرر و حقوق الانسان و الى ما ذلك ،الا ان رؤيتهم بخصوص القضية الكردية لم تكن تختلف كثيرا، فلاجل كسب كل منهم الانظمة و الدول الحاكمة كان يصبحون عميانا و يؤيدوهم ،و لم تقف الى تلك الحدود انما كانوا يبيعون الاسلحة و التكنولوجية المتطورة لاعداء الكرد من اجل القضاء على حركاتهم التحررية,ففي تركيا في منتصف اعوام السبعينيات رغم تصفية قادة الحركات اليسارية و الاشتراكية، و اضعاف قواعدهم في بداية السبعينيات الا انها كانت ما تزال تشكل مصدر خوف و قلق للفاشية التركية الحليف الامريكي و عضو في الحلف الاطلسي (ناتو),بالاضافة الى تطور حركة كردية جديدة و نشطة و فعالة ذات تاثير كبير على المجتمع و ذو فكر متطور متأثر بافكار الاشتراكية العلمية تحت قيادة جديدة قادمة من وسط الطبقة العاملة الفقيرة و هو عبدالله اوج الان ، هذه الحركة و قائدها قد يصبحان في المستقبل مصدر خطر على تركيا و مصالح الناتو في نفس الوقت اذا ما حققت هذه الحركة اهدافها, لذا فبعد احتلال افغانستان و انهيار نظام الشاه كما اسلفنا سابقا و تطور الحركات اليسارية و خاصة PKK في تركيا وكردستان، تطلب القيام بتدابير في اسرع وقت وفي جميع الميادين و خاصة في تركيا لانه بانهيار حليفتهم تركيا التي تعيش مشاكل جدية تسبب نتائج عكسية كبيرة بالنسبة لهم , فمن ناحية قيام امريكا بمساعدة الحركات الاسلامية بشكل عام و خاصة السلفية و الراديكالية المعروفة بكرهها و عدم قبولها باي شكل من الاشكال الافكار الشيوعية و الاشتراكية و اسبابها المعروفة للجميع ضد الاتحاد السوفياتي الملحد,اما في تركيا قام ناتو و امريكا لاجل بقاء هذه الدولة و مركزها في المنطقة سالمة قامت بتطوير الانقلاب العسكري الفاشي في 12 ايلول عام 1980 في تركيا و سبقتها حملة اعتقالات واسعة لليسارين و خاصة في صفوف حزب العمال الكردستاني طالت قياديين بارزين في الحزب, و عند حدوث الانقلاب الفاشي قام بتغير القوانين و تشكيل دستور جديد للبلاد لكي يصل الى نتيجة و قيام العسكر باغلاق كل الجرائد و المجلات و المؤسسات الاعلامية و الجمعيات المدنية وبالاضافة الى حل و تصفية الاحزاب و اعتقال الشخصيات المدنية و اليبرالية و الديمقراطية و اليسارية  و لم يبقى فيها احد من هؤلاء الا و قد سجن او هرب الى خارج البلاد متوجها الى منطقة شرق الاوسط و منها الى اوربا إلا PKK, وفي تلك المرحلة ايضا قامت امريكا بتطوير استراتيجية و مشروع الحزام الاخضر في جنوبي السوفيات لحصارها و ايقاف المد الشيوعي, اردة بهذا اللمحة القصير جدا للتاريخ و الحوادث في تلك المرحلة للوصول الى نتيجة ان تطور الحركات الاسلامية في المنطقة و خاصة حزب العدالة و التنمية التي تدعي الاسلامية زرعت بذورها في تلك الفترة بعد الانقلاب و بعد تطوير كوادر جديدة باسم حزب الله في السجون و الافراج عن نجم الدين اربكان من قبل توركوت اوزال لكي يؤسس حزب اسلامي جديد بالاضافة الى تطور معاهد الامام الخطيب في تركيا و تطور الرأسمال السعودي هناك في تلك الاعوام، انما يدل على تطور مشروع امريكي خطير في المستقبل و الذي وصل الى جوهره الاخير في حزب اردوغان الكيمياوي, ففي تلك الاعوام قام كل من اخوان المسلمين الفرع السوري و النظام البعثي بحوادث طائفية مؤلمة ارهابية لاجل السطة و افكارهم الظلامية الشوفينية, مما ادى الى قتل و سجن العديد من الابرياء المدنيين و هروب قادة اخوان الى خارج البلاد و منهم الى تركيا,بعد اصدار المرسوم  49 من قبل نظام حافظ الاسد التي تقضي باعدام كل من (((((ينضم الى جماعة اخوان المسلمين)) و حدوث حالة من الرعب و الفوضى في صفوف الجماعة و في البلاد بشكل عام , هذه الجماعة الطائفية بافكارها الاسلامية المنسوجة بالقومية الشوفينية التي و مازالت تحتفظ في ذاكرتها بان النظام البعثي الاستبدادي اعتمد على الكرد و استخدمهم في الجيش للقضاء على حركتهم و اعمالهم و كل هذا الحقد و الكراهية للكرد و اهانة مقدساتهم و وصف حركته التحررية بالارهاب و افراد بدون مجتمع متخلفين همجيين لا يستحقون الحق في الحياة كذهنية الكيمياوي اردوغان انما يدل على تلك الحقيقة, فالدعوة بالتدخل التركي في الشؤن السورية و بعمق 30كم و هي عمق غربي كوردستان و استخدام اراضيها كخشبة التجربة لاسقاط النظام و هي محاولة لانتقام على شئ مفترض في مخيلتهم في الثمانينيات و ايضا للقضاء على اي احتمال التنفس بحرية و انتزاع حقوقه من جانب الكردي في هذا الجزء من كردستان، و جعل كردستان ساحة للحروب مرة اخرى كما حدث كثيرا في تاريخ الكرد و تصفية حساباتها مع النظام و نقطة انطلاق لتمرير المشروع الاسلام السياسي المعتدل بقيادة اسيادهم الحزب البيروقراطي الاولغارشي اللا عادل و الهادم بقيادة اردوغان عبر غربي كردستان الى منطقة الشرق الاوسط و جعل كل المنطقة بما فيها المنطقة العربية خاضعا للعثمانين الجدد,و ان اي عمل كهذا بين الجيوش و القوى المتحاربة على اراضي الكرد سوف تدمر غربي كردستان تماما و لن تبقى شئ اسمه انسان و كرد و حياة و تتوسع لتشمل منطقة بكاملها,فالمشروع التركي و الدولة التركية ليست بذلك المثال ونموذج الحل ابدا، فذهنية القتل و دولة البوليس الذئاب و الفاشية و الغاصبة على وطن بكامله لا تعترف حتى التكلم بحق التحدث باللغة الكردية و تقصف بالاسلحة الكيمياوية ضد الثوار الكرد و تعتقل الاف السياسين و الديموقراطيين لا يمكن ان يكون مشروعها بديلا عن النظام الفاشي في سوريا و ليس بافضل منه, لذا يتطلب من الاخوة العرب الديمقراطيين و الشخصيات المعارضة العربية ابداء موقفا حازما بوجه هكذا تدخلات و دعوات,و ايضا يتطلب من اكرادنا الوطنيين و حركته بكل اشكالها و الوانها ان تقف بالمرصاد لهكذا مشروع و تطوير ساليب الحماية و الدفاع المشروع المشترك و من واجبهم القومي قبل كل شئ ان لا يقبل لتركيا و عملائها ان تحتل جزءا اخر من كردستان او حتى جعله ساحة حرب و تدميره و ارتكاب القتل العام بحق شعبنا المسالم و الغير مسلح و الابتعاد عن الذهنية المصلحية الضيقة و القيام بعقد كونفرانس جديد و واسع للوصول الى حل و اطار جامع تحتضن كل القوى الكردية دون استثناء لانشاء سياسة كردية مشتركة و ابداء الموقف الحازم ضد تلك الشخصيات المنخدعة او العميلة الرخيصة التي تدعي انها كردية و ممثلة عنه في المجلس الذي يحتله اخوان......

 
    زكي شيخو
اعلامي وناشط سياسي







أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر