31|10|2011 Sawtalkurd .
وأشارت الفتاة الأردنية إلى أن أختيها تواجهان المصير نفسه، رغم أنهما تزوجتا، وكلهن في النهاية أصبحن ضحايا لأب مدمن المخدرات والعنف، بينما رفضت والدتها أو أخوالها استقبالها في بيوتهم، لأن أبيها لم يكف عن افتعال المشاكل معهم جميعًا.
وقالت “فاطمة” –أثناء استضافتها في برنامج “كلام نواعم” الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2011م-: “والدي كانت أخلاقه عالية، وبعد ذلك تعرف على ناس غيروه، علموه التزوير، والتجارة في أشياء ممنوعة، وكثير من هذا القبيل، ثم دخل السجن، وبعدما خرج أصبح عنيفًا جدًا معي ومع أمي”.
وأضافت: “أصبحت مجبرة أن أخلق أموالاً بأية طريقة، خاصة وأنني الأكبر في الأسرة بين البنات والأولاد، وهذا ما جعله يستقبل شبابًا في البيت، وكانوا يلعبون القمار، وأجبرني أن ألعب معهم، وعليّ أن أُرضي رغبات من يفوز منهم، وإذا رفضت يضربني ضربًا مبرحًا”.
ثم أجهشت فاطمة في البكاء، وقالت: “حاولت أن أصل لأقاربي، ولكن لم يكن هناك أية نتيجة، لدرجة أنني ذهبت إلى الأمن ومراكز حماية الأسرة، بعد أن مللت الهروب، فأنا هربت من البيت 4 مرات أولها وأنا عمري 18 عامًا، وكل مرة أرجع كان والدي يزيد في عنفه أكثر من الأول”.
وبناء على رواية فاطمة، رفضت الأم وأخوالها استقبالها، وقالوا لها إن والدها مضطر إلى رعايتها، وبرروا موقفهم أنهم ليسوا مضطرين لمواجهة المشاكل مع والدها، لذلك كان السجن هو مصير فاطمة، لأن كل مرة تهرب فيها، كان والدها يبلغ السلطات بأنها خرجت ولم تعد، والنتيجة أن الأمن قبض عليها 5 مرات، وفي كل مرة كانت تمكث في السجن ما بين الشهر ونصف الشهر.
وتقول فاطمة: “أول مرة دخلت فيها السجن، كنت خائفة جدًا، وقضيت كل مدتي في البكاء، رأيت الضرب والعنف وكل ما هو ممنوع يمارس بالداخل، ولكن ماذا أفعل؟.. السجن كان المكان الوحيد الذي يمكن أن يحتضنني”.
أب لا يرحم
“فاطمة” أكدت أنها ليست الوحيدة في المنزل التي تتعرض لهذه المعاملة القاسية، وإنما أختاها أيضًا، فواحدة منهن زوجتها أمها عندما كان أبوها في السجن، وهي الأفضل حالاً فيهن، أما الثانية، فباعها والدها إلى أحد راغبي المتعة الذي تزوجها لمدة شهرين ثم طلقها وهي حامل، وبعد أن ولدت رفض زوجها أن يعترف بابنته.
وأشارت إلى أن الحاجة المادية لم تكن هي السبب في أن تنقلب حال أبيها بهذا الشكل، مؤكدة أن حال أسرتهم كانت ميسورة، وكانوا يؤمنون الحاجات الأساسية مثل المأكل والمشرب وباقي المصروفات، ولكن المخدرات السبب.
فاطمة أكدت أنها حاولت اللجوء إلى مراكز حماية الأسرة، ولكنهم أرسلوها إلى ما يعرف باسم “دار الوفاق”؛ حيث كانوا يعاملونها على أنها مسجونة بما يفرضونه من قائمة للممنوعات “ممنوع الخروج والدخول والهاتف وغيرها من الأمور”، وفي حالة وجود أي مشكلات فإنهم يحولونها إلى السجن مرة أخرى.
وقال الفتاة الأردنية إنها تواجه مشكلات جمة بعد خروجها من السجن، وخاصة من الذين يتحرشون بها، وأنها تضطر إلى العمل في تنظيف المنازل لكي تؤمن قوت يومها، مشيرة إلى أنها ليست خائفة بعد أن حكت قصتها لأنها تحكي واقعًا، متمنيةً أن تساهم في زيادة الوعي بالمشكلات التي تواجهها الفتيات في المجتمع.