31|10|2011 Sawtalkurd .
مع تصاعد نضال شعبنا الكردي المستمر منذ عقود لاجل نيل حريته وحقوقه المشروعة والعادلة, وفي سياق التحولات الجارية في المنطقة وثورات الشعوب ضد الظلم والاستغلال في اطار ربيع الشعوب, بدأت المؤامرات التي تستهدف وجود شعبنا الكردي وهويته إذ تتكثف وتتطور بشكل رهيب في عموم اجزاء كردستان.
السلطات البعثية السورية لا تزال مستمرة في القمع والقتل والاعتقال دون أي رادع من ضمير, تتمسك بالحل الامني الذ يتأكد فشله عشرات المرات في سوريا والدول الاخرى, وترفض الاستجابة للمطالب الشعبية العادلة, ومن ناحية اخرى لازالت السلطات السورية تصر على السياسات الانكارية بحق الشعب الكردي , تنكر وجوده وهويته الكردية الخاصة , وهو ما اسفر عن قيامه بزج العشرات من المناضلين من ابناء شعبنا الكردي في سجونه، والاستمرار بسجن سجناء سابقين, لا بل لازال مصير بعضهم مجهولاً حتى الان .
كردستان برمتها تعاني في ظل الانظمة المتسلطة الاستغلالية, تشتد المؤامرات والدسائس وتنتشر في كل حدب وصوب , حتى باتت تهدد الواقع الكردستاني ومكتسيات شعبنا المنجزة خلال عقود طويلة من النضال الشاق والمرير .
فالمجتمعات البشرية وخلال مراحل تطورها اجمعت على اهمية ايام وتواريخ معينة ,كانت تعني بالنسبة لشعوبها نقاط انعطاف تاريخية مليئة بالعبر والحكم ,وقد تعني نقاط انطلاق متجددة تدفع بالمجتمع نحو زج طاقاته لتحقيق الآمال والطموحات المعقودة, وفي هذا السياق يتحضر عالمنا الإسلامي برمته لإستقبال عيد الاضحى المبارك , الذي شكل بداية مجيدة للانسانية, فيها تمت الاستعاضة عن التضحية بالبشر كقرابين بالتضحية بقرابين غير بشرية, وهو ابرز ما يفسر الاحتفال والاحتفاء بهذا اليوم, الذي بات رمزاً للتسامح وايقافا لهدر دماء البشر.
شعبنا الكردي هو الآخر يحتفل ككل العالم الاسلامي بهذا العيد كل عام , لكننا اليوم نواجه اوضاع تدفعنا بدل الاحتفال بها بالشكل المعتاد, الى يوم للتضامن والتكافل الشعبي, في ظل معطيات هذه المرحلة من عمر شعبنا.
فالصراع في كردستان وصل الى ابعاد خطرة تتطلب وقفة تاريخية جادة, إذ تتوالى قوافل الشهداء وتتجه نحو كل الوطن الكردستاني حتى وصلت الى كل زاوية منه ,حملات الابادة التركية لشعبنا واعتقال الآلاف من مناضليه, والحملات التمشيطية المسعورة التي خلفت القتل والتدمير الوحشي الذي وصل الى درجة ارتكاب المجازر الوحشية, ومدينة وان الكردية تعرضت لزلزال عنيف أسفر عن آلاف الضحايا والجرحى والمشردين في ظل تجاهل السلطات التركية لتقديم أبسط الخدمات الإنسانية, واستمر القتل والعنف والاعتقال في سوريا بوتائر كبيرة تعبر عن استحالة الوصول لحل في ظل التمسك والاصرار على الحل الأمني ,كل هذا يدفع شعبنا الى حالة من الحزن لا تقبل مظاهر الاحتفال بالشكل المعتاد , مما يدفع بنا كحركة المجتمع الديمقراطي (TEVDEM) الى الدعوة لتحويل هذا اليوم الى مناسبة لإدانة الظلم والقمع والقتل المستمر بحق شعبنا الكردي وشعوب المنطقة, واعتباره يوما للمقاومة الشعبية والتصدي لكل المؤامرات والدسائس.
لكل هذا نهيب بجماهير الشعب الكردي في غرب كردستان الإلتزام بالحداد على أرواح شهداء الحرية والديمقراطية والسلام في سوريا وكردستان, ليكون هذا العيد بداية مباركة لتصعيد النضال الجماهيري الكردي المقاوم, وافشال كل الهجمات المعادية, لتمهد السبيل نحو تحقيق مشروع الحرية والانعتاق من خلال بناء نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية .
منسقية حركة المجتمع الديمقراطي في غرب كردستان
TEVDEM
31-10-2011