المحلل : زنار علي حسين .
في سوريا لا توجد ثروات تذكر, ولكن لها موقع جيواستراتيجي أضف الى حدودها الحساس مع اسرائيل قد يؤثر في مصير جميع دول الشرق الاوسط.
لم تنجح الحكومات التركية السابقة في حل مشاكل كثيرة ,كانت قد بقيت عالقة منذ عقود من الزمن, الى حين مجيئ حزب العدالة والتنمية على سدة الحكم بقيادة اردوغان .في سوريا لا توجد ثروات تذكر, ولكن لها موقع جيواستراتيجي أضف الى حدودها الحساس مع اسرائيل قد يؤثر في مصير جميع دول الشرق الاوسط.
قد اتبع سياسة اخرى مغايرة تماما عكس ما كان يتبناه الحكومات السابقة ,فقد اتبع سياسة التوجه من الغرب الى الشرق ,وقد حل مشاكل كثيرة مع دول الجوار وقام بابرام اتفاقيات كثيرة في مجال التجارة والاستثمار ومكافحة الارهاب ,وقد اثر في كل جوانب الحياة في الشرق الاوسط كما قام بتغيرات كثيرة ضمن المؤسسة العسكرية وتعيين شخصيات معروفة بولائهم لاردوغان.
مع بدء ربيع الثورات العربية وبما ان للاتراك استثمارات كثيرة وحساسيات ومطامع في هذه الدول فكان لابد من دور تركي بارز في هذه الثورات وخصوصا في الثورة السورية التي اصبحت منبرا واملا للمعارضة العربية في الخارج وحاولت بكل الاشكال السيطرة على كل مؤتمرات المعارضة التي حصلت في الفترات السابقة في انطالية واسطنبول وذالك للوضع الحساس الذي تعيشه تركيا في المنطقة وخصوصا ان المسألة الكوردية بقيت عالقة بدون حل, ووجود اربعة ملايين كوردي على الطرف التركي في سورية ,قد تعقد الوضع اكثر بالنسبة للسياسة التركية المتبعة في المنطقة وخصوصا تجاه الثورة السورية.
لقد تخبط الاتراك في اتباع سياسة مستقيمة تجاه الثورة السورية في حين كان للاتراك تاثير هائل في الشارع السوري من قبل بكل جوانبه وقد كان لهم علاقات حميمة مع السلطة السورية قبل الثورة وقد قاموا بتنبيه وتحذير القيادة السورية من مغبة ما يجري في المنطقة خوفا على مصالحهم ,وتحسبا من اي تطور في المنطقة يساعد في دفع المسالة الكوردية الى الامام ,ولكن رغم كل هذا يبدوا بان الامور لاتجري حسب رغبتهم ورغبة الكثير من دول المنطقة ,وخصوصا لم يظهر المحركيين الاساسيين للثورة في الداخل السوري بعد ,ومن هم وفي اي اتجاه يسيرون وما هي اهدافهم في سورية المستقبل وقد يكونوا حقيقة متطرفين مما لايتوافق مع السياسة الامريكية في المنطقة وقد يصبح الوضع اكثر تعقيدا بعد سقوط السلطة في دمشق وبعدها انفلات امني وسياسي وفوضى عارمة قد يوءدي الى تقسيمات كثيرة في المنطقة التي لا يوافقها كثير من الدول وخصوصا الاتراك ولهذا بقي الوضع في سورية قائما على ما هو عليه الان واستمرار الة القتل اليومي بين الطرفين.
اما المعارضة العربية المنقسمة ما بين الداخل والخارج فقد بقيت متذمرة في وضعها وعدم الجدوى من كل النداءات وبعيدا عن تقديم روئية واضحة في الشاءن السوري وذالك لانهم ليسوا اصحاب الثورة الحقيقين ضمنيا وانما تم الاتفاق عليهم واظهارهم قياديين الثورة من قبل اداراة دول المنطقة.
ولكن رغم كل هذا لم يتم السيطرة على الوضع في سوريا وقد اقتنعت الادارة الامريكية بذالك تماما وان اجتماع الجامعة العربية لم تكن الا بعد تعنت روسيا والصين واستخدامهم حق الفيتوا في ذلك.
بالاضافة الى وضع امن اسرائيل والعراق الى جانب تهديد ايران المباشر لدول المنطقة ,يضاف الى ذالك ورقة حماس وحزب الله اللبناني من جهه ,وخوف الاتراك من حصول الكورد في سوريا على بعض مكتسبات قومية قد توءدي الى تعقد الامور اكثر في تركيا من جهه اخرى ,وخصوصا انهم منهمكين منذ ثلاثة عقود في قمعهم لعناصر حزب العمال الكوردستاني ولهذا بقيت المعارضةالعربية متشتة فيما بينهم في الداخل والخارج.
فوجود التناقضات الكثيرة بين اطراف المجلس الوطني الانتقالي وولاء الاطراف العربية المطلق للاتراك مما جعل من خلق تناقضات وانقسامات اكثر بين الكتلة العربية والكتلة الكوردية الموجودة في المجلس وقد زاد الوضع اثر تذمرا خصوصا بعد اطلاق بيانات وخطابات سلبية في الشاءن الكوردي مما زاد من تعقد الامور اكثر وهدد الكورد بالانسحاب من المجلس.
اما المعارضة في الداخل والمتمثلة في لجنة التسيق فوضعهم مغاير تماما عن وضع المعارضة في الخارج فهم اكثر شفافية وواقعية ورفضوا منذ البداية التدخل الخارجي وايدوا الاصلاحات وتغير الوضع من الداخل.
اما وضع الشارع الكوردي التي كنا نقول عنهم بانهم اكثر تنظيما وانضباطا فقد ظهر العكس تماما فهم اكثر تفككا وتشتتا ويوجد اطراف وتيارات كثيرة والكل يعمل على حدى,
فالتنسيقيات الشبابية وصلوا الى المئات وليس لهم اية روئية سياسية في الشاءن الكوردي ضمن المعادلة السورية اضافة الى انهم متناقضين فيما بينهم في نظراتهم ورؤيتهم للاحزاب الكوردية
اما عن الاحزاب الكوردية والتي انقسمت فيما بينهم الى اطراف عديدة فقد قاموا في الاخير بعقد الموئتمر الكوردي ولكن لم يحضره اطراف عديدة وبقيت في دوامة ركوب الموج من بعيد فالموئتمر لم يحضرها اطراف كثيرة وعلى راسهم حزب الاتحاد الدمقراطي المعروف بقاعدته الواسعة في المنطقة الكوردية هذا الحزب سلك ومنذوا البداية اعمالا خاصا به والعمل في لجنة التنسيق حسن عبد العظيم ولكن ايضا غابت عن الموئتمر الذي انتظرناها مدة ثمانية اشهر واظن بان هذا كان خطاء كبيرا كان يجب تدارك الامر وحضور الموئتمر مهما كانت الاسباب فحضورهم كان سيساعد في نجاح الموءتمر اكثر.
يتضح من كل هذا بان كل الدول اصبحت الان متفقة مع بعضها البعض على الحوار مع السلطة في دمشق وتقسيم السلطة واجراء الاصلاحات رغم عدم ظهور ملامحها بالكامل الى الان.
اما عن النظام فانه يرى في المعارضة الداخلية بانهم اقربوا اليه من المعارضة في الخارج وسيقوم باجراء مؤتمر تحت ما يسمى بالمؤتمر الوطني من جميع اطراف المعارضة ,وقد تؤدي ذالك الى تهدئة الوضع نوعا ما ,ولكن سوف لن يدوم طويلا ,فمازال ما يسمى بجبهة الممانعة موجودة ويمكن ان يكون التعامل مع المسألة في المستقبل ,بشكل مغاير تماما .
فحسم المسألة سوف لن تكون سهلا في حل هذه الجبهة ,وان سورية وايران وحماس وحزب الله اضافة الى بعض الاطراف في العراق فهم اخر محاصن هذه الجبهه ,وسوف لن يتم القضاء عليهم الا بحرب يقودها امريكا ويشارك فيها دول اوروبية عديدة .
فالازمة المالية مازالت في تمخض وقد يوءدي ذالك الى افلاس دول جديدة في الاتحاد الاوروبي .فالحرب القادمة سوف تكون حرب حاسمة من الطرفيين اما الوجود او اللاوجود, وقد توءدي الى قتل وتشريد الملايين من الناس. اضافة الى ذالك قد تؤدي الى تدمير البنية التحتية لكثير من الدول من الناحية الاقتصادية.
في الاخير اقول: ففي سوريا لا توجد ثروات تذكر, ولكن لها موقع جيواستراتيجي أضف الى حدودها الحساس مع اسرائيل قد يؤثر في مصير جميع دول الشرق الاوسط.