شباب أكراد يدعون مواطنيهم لارتداء الملابس الكردية احتجاجاً على حزبي السلطة في الإقليم

 
06|07|2011 Sawtalkurd .

دعت مجموعة أطلقت على نفسها "الشباب المحتج" في إقليم كردستان العراق، الاثنين، المواطنين الأكراد إلى التعبير عن احتجاجهم ضد حزبي السلطة (الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني)، من خلال ارتداء الملابس الفلكلورية الكردية يوم الجمعة المقبل، وفي حين سخر مواطنون من هذه الدعوة لأن غالبية أبناء الإقليم يرتدون تلك الملابس أيام العطل والمناسبات، اعتبرها آخرون بأنها "ايجابية".

وقال صباح علي قارمان، وهو من أهالي قضاء كفري، وأحد الناطقين باسم المجموعة، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الدعوة لارتداء الملابس الفلكلورية الكردية يوم الجمعة المقبل، يشكل محاولة لإشعار السلطة أن الجماهير تستطيع ابتداع أشكال جديدة من العمل المدني ضدها"، معرباً عن "ثقته بأن الجماهير ستلبي الدعوة كنوع من التظاهرة المدنية السلمية"، بحسب وصفه.

وكان بيان أصدرته المجموعة، اليوم الاثنين، وحصلت "السومرية نيوز" على نسخة منه، دعا "موطني إقليم كردستان العراق إلى التوجه إلى الأماكن العامة ودور العبادة والمصايف يوم الجمعة المقبل، وهم يرتدون الزي الفلكلوري الكردي تعبيراً عن احتجاجهم على سلطة الحزبين الحاكمين ولإثبات مدى رفضهم هذا النوع من الحكم".

يذكر أن الكثير من أبناء إقليم كردستان، يرتدون الملابس الفولكلورية بشكل اعتيادي أيام العطل والمناسبات والأعياد، وعند الذهاب إلى دور العبادة أو المصايف، كما أن كبار السن يرتدون في غالبيتهم الزي الكردي التقليدي، علاوة على أن رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، يعده "زياً رسمياً" ومن النادر أن يرتدي غيره.

وفي حين سخر العديد من أهالي مدينة السليمانية (364 كم شمال العاصمة بغداد)، من هذه الدعوة، عدها أحدهم محاولة "ايجابية".

وقال سامال عبد الله (38 سنة)، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "على مجوعة الشباب المحتج أن تشتري الملابس الكردية للذين لا يملكونها"، مضيفاً أن "النوع الرخيص من هذا الزي يكلف ما لا يقل عن 120 ألف دينار".

واعتبرت المواطنة تافكة رسول (عشرينية)، أن "الدعوة تثير الضحك قبل التفكير"، شارحة أن "غالبية المواطنين الذين من كبار السن يرتدون الزي الكردي"، متسائلة في حديثها لـ"السومرية نيوز"، عما إذا "كان تواجدهم في احد المصايف أو المساجد بالزي الكردي يعني أنهم ضد السلطة".

لكن سامان شوكر (25 سنة)، قال في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "أي شكل من أشكال الاعتراض المدني مقبول"، عاداً أن "هذه الدعوة ايجابية ومبتكرة".

وتابع أنه "سيرتدي الزي الكردي ويتجول به في الأماكن العامة"، لافتاً إلى أنه "لا يمكن للسلطة أن تعتقل الناس على شكل ملابسهم".

وتشكل هذه الدعوة محاولة جديدة لإعادة الحياة للاحتجاجات في السليمانية، التي "خفت صوتها" وتأثيرها كثيراً منذ أيار الماضي، وأسهم الحوار الذي بدأته أحزاب السلطة والمعارضة في إقليم كردستان في زيادة عزلة المجموعة (غير المنتمية لأحزاب المعارضة) التي كانت تتخذ من ساحة السراي وسط السليمانية مقراً لها.

وشهد محافظة السليمانية، منذ 17 شباط الماضي، تظاهرات شارك فيها المئات من الناشطين والشباب وطلبة الجامعة والمثقفين، للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية ومحاربة الفساد والمفسدين، تسببت في سقوط قتلى وجرحى، قبل أن تعمد القوات الأمنية في السليمانية إلى منعها من التجمع في ساحة السراي.

وكان ممثلو أحزاب المعارضة، وهي الاتحاد الإسلامي الكردستاني، الجماعة الإسلامية الكردستاني، حركة التغيير، وحزبي السلطة، الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني، قد عقدوا سلسلة اجتماعات منذ يوم الرابع من حزيران الماضي، في مبنى برلمان كردستان، لحلحلة الأوضاع السياسية المتأزمة في الإقليم.

وكان ممثلو الأحزاب الخمسة أكدوا، في أحاديث سابقة لـ"السومرية نيوز"، على أن الأجواء التي سادت اجتماعاتهما المشتركة، كانت "جدية وايجابية"، لاسيما بعد أن شعرت المعارضة "بجدية" الحزبين الرئيسين في سعيهما للوصول إلى قواسم مشتركة من شأنها خدمة مصالح الإقليم.

السومرية نيوز/ السليمانية


أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر